Posts

عن ديونٍ أنتهي اليوم من تسديدها بعد 25 عاماً من الانتظار

Image
     عن  ديونٍ أنتهي اليوم من تسديدها بعد 25 عاماً من الانتظار   تمهيد أكتب هذا النص بعد انقطاع أشهرٍ عن الكتابة. أكتبه، لا لشيءٍ، سوى لأرشفة أفكارٍ أوّليّة حول ربعِ قرنٍ مضى. أحبُّ أن أكتب، بين الحين والآخر، خربشات تُمَرِّك اللحظة التي كُتبَ فيها النص، لأعود بعد أعوامٍ وأضحَك– أو أبكي. ضحكتُ مثلاً، بعدما أعدتُ قراءة روايتي الأولى. قالوا حينها أنّ الأسلوب سلس، وأنّ السرد سلس، وأنا، كلّما قرأتها اليوم أضحك: كيف لي أن كنتُ ركيكاً لهذه الدرجة؟ ثم بكيتُ مثلاً، بعدما أعدتُ قراءة نصٍ من مدوّناتي، كتبتُ فيه «أكتب هذا النص وأنا أبكي– لم أكن أريد شيئاً من كلّ هذا». عموماً، فعلُ الكتابة أرشفة، ولو أنّه يتناول موضوعاً آخر. أكتب هذا النص إذاً لأرشفة هذا اليوم بالتحديد، 28 أيّار 2021. وفيما اعتدتُ أن أكتب بصيغة المخاطب، للدردشة مع القارئ، أكتب هذه المرّة بصيغة المتكلّم، رغم قلّة ارتياحي لهذه الصيغة. من يعرفني يعرف أنّني لست من محبّي الأعياد، حتّى أنّني لا أعلم كيفية احتساب العمر: هل عمرنا العام الذي ختمناه للتو أو العام الذي نحن مقبلون عليه؟ أعتبر عيد الميلاد يوماً كمثل أيّ يوم آخر. لا بل أ

وليكن الإحباط قدراً! / سمير سكيني

Image
في العنوان / قد يبدو العنوان للوهلة الأولى ساذجاً، نسخة ممسوخة عن عنوانٍ سابق لمقال من مقالات سمير قصير الأخيرة، قبل أسابيعٍ معدودة من استشهاده. كان ذلك في العام 2005. حينها، كانت الحالة الـ 14 آذاريّة في بداياتها، وكان يستشف بعض روّادها، منها، القليل من الأمل. هذا ما يقوله يساريّو الحركة الشعبيّة آنذاك، وهذا ما تنضح به مقالات سمير. من هذه الزاوية تحديداً، رفض الشهيد اعتبار الإحباط قدراً. أمّا اليوم، إعادة هذا الشعار إلى الواجهة، لا لشيء سوى لإحياء ذكرى الاغتيال، يبدو فعلاً عاطفيّاً بحتاً، منفصلاً عن الواقعيّة السياسيّة، منفصلاً كذلك عن الحس النقدي اللاذع الّذي اتّسمت به –إن استطعنا تسميتها كذلك–  الأقلام اليساريّة في الحالة الـ 14 آذاريّة.   اقتباسات سياسيّة مقتضبة / ماذا أقصد بالحس النقدي؟ من جملة ما قرأت من الأمس حتى اليوم، من مقالاتٍ متعلّقة بالذكرى، لفتتني فكرتان. الأولى، لسمير قصير نفسه، في مقالته ذاتها، المعنوَنة "ليس الاحباط قدراً": "ولكن كيف لا يُحبَط الناس حين يَرون هذه القوة أو تلك من قوى المعارضة تجازف بوعد التغيير من أجل حسابات فئويّة صغيرة، مثلما جرى في انت